القاهرة - شهدت فعاليات الأسبوع العربي للتنمية المستدامة في نسخته الخامسة جلسات حوارية مكثفة، والذي تعقده جامعة الدول العربية تحت عنوان: “حلول مستدامة من أجل مستقبل أفضل: المرونة والقدرة على التكيف في عالم عربي متطور”، بالتعاون مع الشركاء من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي ومنتدى البركة للاقتصاد الإسلامي ووزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وذلك خلال الفترة من 24 وحتى 27 نوفمبر 2024م.
وقد ساهم الاتحاد العربي للتطوع بتنفيذ وإدارة جلسة حوارية، شارك فيها نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجال التنمية المستدامة والتطوع، تحت عنوان "التطوع المستدام في ظل التحول الرقمي العالمي"، استعرض المشاركون أبرز التحديات والفرص التي تواجه العمل التطوعي في ظل التطور التكنولوجي المتسارع. وتناولت الجلسة ثلاثة محاور رئيسية: الواقع الحالي والممارسات، والمستقبل المأمول، والتحديات وكيفية التغلب عليها.
وأكد المتحدثون على أهمية دمج التكنولوجيا في العمل التطوعي لزيادة فاعليته ووصوله إلى شرائح أوسع من المجتمع. كما ناقشوا دور الحكومات والمؤسسات في دعم المبادرات التطوعية الرقمية وتوفير البيئة المناسبة لنموها وتطورها.
وشارك في الجلسة كوكبة من الشخصيات البارزة، منهم السيد حسن بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للتطوع، الدكتور خالد العزب نائب رئيس الاتحاد العربي للتطوع (مدير الجلسة)، والدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، والدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي سابقاً، والمهندس بشار الحراكي المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة بيفول الدولية.
حظيت الجلسة بتفاعل كبير من الحضور المميز والذي تجاوز 450 شخصاً من المتطوعين والأكاديميين وطلاب الجامعات، مما يعكس الاهتمام المتزايد بقضايا التطوع والتنمية المستدامة في العالم العربي.
أبرز النقاط التي تم تناولتها محاور الجلسة:
أمثلة لمبادرات تطوعية رقمية ناجحة في الوطن العربي.
تأثير التحول الرقمي على أساليب وأشكال التطوع في المجتمعات المحلية.
تقييم البرامج العربية الحالية في بناء القدرات لتحقيق استدامة الأعمال التطوعية.
الرؤى المستقبلية لتطور التطوع المستدام في إطار التحولات الرقمية.
دور الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تعزيز فعالية برامج التطوع.
التحديات التي تواجه المؤسسات التأهيلية والتدريبية لبناء جيل ينتلك ثقافة التطوع الرقمي المستدام.
الفراغ الرقمي وعلاقته بفرص الوصول إلى المعلومات والموارد المتعلقة بالتطوع.
وقد أكد السيد حسن بوهزاع رئيس الاتحاد العربي للتطوع، على أهمية الاستثمار في التطوع الرقمي كأداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقال بوهزاع: "إن التحول الرقمي يوفر فرصاً هائلة لتعزيز المشاركة المجتمعية وتوسيع نطاق التأثير الإيجابي للعمل التطوعي". من جانبه، دعا المهندس بشار الحراكي إلى ضرورة توفير البنية التحتية الرقمية اللازمة لدعم التطوع الرقمي، مشيراً إلى أن "التكنولوجيا يمكن أن تكون حافزاً قوياً للشباب للانخراط في العمل التطوعي".
كما أكدت الدكتورة رشا راغب، المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب، على التحديات التي تواجه بناء جيل يتبنى ثقافة التطوع الرقمي، مشيرة إلى سرعة التطور التكنولوجي وضرورة تطوير المحتوى الرقمي العربي المتخصص. وقالت راغب: "إننا بحاجة إلى بناء شراكات قوية وتطوير رقمي لتجاوز هذه التحديات".
من جانبها، أشارت الدكتورة نيفين قباج إلى أن التطور الرقمي سيشكل انتقالاً ايجابياً في مجال التطوع، والوصول لمشاركة الجميع في العمل التطوعي الرقمي. وأضافت: "يجب أن نعمل على دعم وتشجيع المبادرات الرقمية بواسطة الشباب المبدع، والتحول الرقمي بشكل أوسع".
كما توصي الجلسة الجهات الحكومية العربية ومنظمات المجتمع المدني بضرورة التعاون لوضع استراتيجيات وطنية لدعم التطوع الرقمي، وتشجيع المؤسسات والجمعيات على دعم وتشجيع المبادرات التطوعية في الجانب التكنولوجي والرقمي.
وشهدت الجلسة تفاعلاً كبيراً من قبل الحضور، حيث طرح الجمهور سلسلة من الأسئلة البناءة التي أضافت قيمة كبيرة للنقاش. حيث تطرق الحضور إلى العديد من القضايا المهمة، مثل دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمل التطوعي، وأفضل الممارسات للاستفادة من جهود المتطوعين، وكيفية قياس أثر المبادرات التطوعية الرقمية. وقد أجاب الخبراء على هذه الأسئلة بوضوح، مما أثرى الحوار وزاد من ثراء نقاش الجلسة.
بدورها، لعبت جامعة الدول العربية دوراً محورياً في تنظيم هذا الحدث، حيث قدمت منصة مثالية لتبادل الخبرات والمعارف بين مختلف المشاركين في الأسبوع العربي للتنمية المستدامة.
ختاماً، أكد المشاركون على أهمية التعاون بين القطاع العام والخاص والمجتمع المدني لبناء مستقبل أكثر استدامة يعتمد على التطوع الرقمي كأداة فاعلة لتحقيق التنمية الشاملة.
